أيها الأخوة, في هذه السورة عدة آيات تؤكد أنه: لا يستوي الأعمى والبصير ، ولا الظلمات ولا النور، ولا الظل ولا الحرور، وما يستوي الأحياء ولا الأموات، لو تتبعنا أكثر الآيات في كتاب الله المتعلقة بالموازنة, هذه الآيات لها دلالة كبيرة جداً، من هذه الدلالات: أنك إذا توهمت أنه يستوي عند الله من عمل الصالحات مع من عمل السيئات فأنت لا تعرف الله.
الله عز وجل يقول:
﴿أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ﴾
[سورة القصص الآية: 61]
مؤمن موعود بالجنة، والذي يعده هو الله عز وجل، ومن أوفى بعهده من الله ، ومن أصدق من الله حديثا، لا يستوي مؤمن ولو كان في السلم الاجتماعي في الحضيض، ولو كان فقيراً، ولو كان معتماً عليه في الظل، ولو بدا مهمشاً في الحياة، لأنه مؤمن، وأصحاب الوجاهة والمكانة والصولجان في المقدمة، وتحت الأضواء، العبرة بالنهاية.
﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ﴾
[سورة الجاثية الآية: 21]
يعني في اللحظة التي تتوهم فيها أن الحياة للشاطر، ولو كان دخله حراماً، ولو حصل أموالاً من طريق غير مشروع، يا أخي شاطر، وركز وضعه، واشترى بيتًا، واشترى مركبة، وما شاء الله حوله، هذا فهم شيطاني، لأن الله يقول لك:
﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ﴾
[سورة الجاثية الآية: 21]