مع بدء العد التنازلي لمؤتمر كوبنهاغن للمناخ الذي سيبدأ في السابع من كانون الأول/ديسمبر المقبل إلى 18 من نفس الشهر، حذر "معهد أبحاث التأثيرات المناخية" في بوتسدام الألمانية من أن معدل الاحتباس الحراري جاء أسوأ من المتوقع، وبالتالي قد يصل إلى 7 درجات عام 2100، ما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة للتقليل من الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري على مستوى العالم. وفي هذا السياق قال 24 من خبراء المعهد إن "كل تأخير في التحرك يزيد من احتمالات تجاوز الاحتباس الحراري درجتين مئويتين"، وناشدوا في تقريرهم المكون من 64 صفحة، بضرورة التحرك بسرعة لتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، التي زادت بنسبة 40 في المائة بين عامي 1990 – 2008.
وفي هذا الإطار نقلت وكالة الأنباء فرانس بريس عن هانس يواكيم شيلنهوبر، مدير معهد بوتسدام والعضو في مجموعة الخبراء الحكومية، تأكيده أن التقرير يمثل "نداء أخير من العلماء لوفود الدول الـ 192 المشاركة في مؤتمر كوبنهاغن". وقال إن على المفاوضين "معرفة الحقيقة كاملة بشأن الاحتباس الشامل وما يترتب عليه من مخاطر لا سابق لها".
مخاوف صينية من انتهاء القمة بـ "بيان سياسي أجوف"Bildunterschrift: تغير المناخ وارتفاع درجة حرارة الأرض يؤدي إلى ذوبان جليد القارة القطبية الأمر الذي يمكن أن يتسبب في إغراق العديد من الجزر في غضون ذلك، طالبت الصين بأن تتوج قمة المناخ المقبلة في كوبنهاغن باتفاق حقيقي وألا تقتصر على مجرد إصدار بيان سياسي أجوف. وصرح لي جاو، المسئول في لجنة التنمية الوطنية والإصلاح، أن بلاده "ستحاول إنجاح القمة، ولن تقبل أن تنتهي ببيان أجوف، أو ما يطلق عليه بيان سياسي". وبينما علق لي جاو كثيرا من الآمال على المؤتمر، معتبرا إياه "حدثا مهما سيدون في التاريخ"، قال من ناحية أخرى إن المحادثات حققت بعض التقدم لكن "ليس بالقدر الكافي".
وكان من المنتظر أن تضع قمة كوبنهاغن إطارا جديدا لمكافحة الاحتباس الحراري، لكن المحادثات تعثرت بسبب خلاف بين الدول المتقدمة والدول النامية بشأن المسؤوليات التي يجب أن يتحملها كل طرف فيما يتعلق بخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
انعكاسات الاحتباس الحراري على المنقطة العربية على صعيد آخر، رجح مسؤولون بالأمم المتحدة ومن جامعة الدول العربية أن يكون تأثير التغير المناخي على العالم العربي "المتعطش للمياه" أكثر من أي منطقة أخرى في العالم، وأن يهدد ذلك خفض الإنتاج الزراعي في المنطقة، رغم إقرارهم بأن الحكومات العربية أظهرت مزيدا من الوعي مؤخرا بهذه القضية.
ونقلت وكالة رويترز عن سيما بحوث، رئيسة قطاع الشؤون الاجتماعية بالجامعة العربية، قولها أن "تغير المناخ سيكون له تأثير أكبر على المناطق العربية، لأنها تعاني من الفقر والجفاف على نطاق واسع، فضلا عن ندرة المياه والتهميش الاجتماعي.
وبدوره، أكد حافظ شقير، المدير الإقليمي للدول العربية بصندوق الأمم المتحدة للسكان، أنه في الوقت الذي يذهب فيه 80 في المائة من استهلاك المياه في العالم العربي للزراعة، فإن شح المياه نتيجة تغير المناخ من المتوقع أن يخفض الإنتاج الغذائي بنسبة 50 في المائة في المنطقة العربية.